النعمـة مدرسـة عظيمة تفتح أبوابها
لمـن تبرروا بها لتُـعلمهم تعليـمـًا متواصلاً، ولكنهـا مدرسـة تختلف
تمـامـًاعن مدرسـة الناموس .. فالنامـوس أيضـًا مدرسـة .. تقول رسـالة
غلاطيـة "قبلمـا جاء الإيمـان كنا محروسين تحت الناموس مغلقـًا علينا .. إذاً
قد كـان الناموس مؤدبنـا إلى المسـيح لكي نتبرر بالإيمـان. ولكـن بعد ما جاء الإيمـان لسـنا بعد تحـت مؤدب
[ ناظـر مدرسـة KJV]" (غل ٣: ٢٣-٢٥)
ومدرسة الناموس صارمة تُـعلم بالتهديد
والوعـيد (تث ٢٨) .. هللويا لم تسـتمر طويلاً، كان وجودهـا مؤقتـًا إلى أن فَتحت
مدرسة النعـمة أبوابهـا .. ويا لها من مدرسـة مختلفة، لا تُـعلـّم بالأمـر
والنهـي، بل بأثرهـا العظيم والمسـتمـر على القـلب .. فما لم يقدر الناموس أن
يعلّـمه للإنسـان عَـلّـمَته النعـمة بنجاح .. فكم تؤثر في القلب !!
والآن انظر إلى هذا المقطع الذهبي من
الرسـالة إلى تيـطس:
"لأنه قد ظهرت نعـمة الله المُـخلصـة
لجميـع الناس مُـعلمـة إيانا أن ننكـر الفجور والشهوات العالمية ونعـيش بالتعـقل
والبر والتقـوى في العـالم الحاضر منتظرين الرجاء المبارك وظهـور مجد الله
العظيم ومخلصنا يسـوع المسـيح" (تي ٢: ١١-١٣)
المقطع يُـعلن أن النعـمة ظهـرت لجميـع
النـاس كـنعـمة مُـخلصة، لكنه لم يقـل إنهـا تُـعـلّم جميع الناس بل
"معلمة إيانا" .. فهـى لا تُـعلم الجميع بل فقـط الذيـن خلصتهم
.. هؤلاء الذيـن تبرروا بالإيمـان ونالوا الحياة الأبدية..
ولاحظ أنه لم يقل قد ظهرت نعمة الله
المخلصة آمرة إيانا بل "معـلمة إيانا" .. ولاحـظ أيضـُا أن كلمـة
"مُـعلمة" في الأصل اليونـاني هي “paideuo” التي تُـطلق على تعـليم الأولاد .. وتأتي في
زمـن المضـارع المسـتمر، فتعليمهـا للمـؤمـن تعليم متواصل